الحاضر مداد الماضي…. قطارة الإمام علي انموذجا

بقلم : ضرغام البياتي  

بعد الحادثة المفجعة لفلذات الاكباد وقلوب الأمهات المثكولة بابناءها وفقدان الزوج والزوجة في حادثة انهدام جزء من التل الملاصق للبناء الذي يعلو نبع الماء او مايعرف بالقطارة ( نسبة إلى الموضع الذي كشف عنه الإمام علي عليه السلام حين مسيره بجيشه لحرب صفين).

بعد هذه الحادثة ارتفعت أصوات عديدة ناكرة جملة وتفصيلا لوجود هذا الأثر التاريخي وكأنها اكذوبة فالعديد من المشككين بينوا بأنه لا وجود له اصلا وانه مفتعل الوجود وان هذا المكان (القطارة) عبارة عن أثر مفتعل من أجل كسب المال والضحك على العقول رغم وجود الماء بهذه الحفيرة، فبعضهم بين ان الماء الموجود هو نتيجة لمد أنابيب وبعضهم قال انه لا وجود لهذا الأثر وانه وهمي!!!!!

فعجيب أمر التبرء من الأصل حين وقوع ما يحذر ويخاف منه!!!!! فهذا من عجائب العراق والحكومات التي تعاقدت على التزام زمام الأمور!!!! فإذا كان هذا المكان موجود اثره بعهد النظام البائد رغم تسلطه وجبروته ورفضه للمشاهد التي يعتقد بها الشيعة فكيف يُتبرأ منه اليوم من قبل الحكومات التي تدعي الحفاظ على تراث المذاهب العراقية!!!!!…..

وبالاختصار…. فإن مثل هذا المعلم وغيره هو إرث يحتفى به ويجب تطويره والحفاظ عليه لا انكاره وتهميشه!!!!!….. تجدر الإشارة بأن هذا الأثر يقع على مسافة (١٥كم) إلى غربي مدينة كربلاء المقدسة وانه كان في حقبة السبعينات وما بعدها بدون غرفة وانه في سنة (١٩٩٦) تم بناء غرفة تحيط بموضع الماء النازل من الصخرة الموجودة والتي تعتبر بحد ذاتها شي يستحق الاهتمام كذلك تم إنشاء درج من أجل النزول لهذا الموقع…..يذكر أيضاً في نفس السياق وفي عام (٢٠٠٦) قامت بعض المجاميع بمحاولة تدمير هذا المكان !!!! مع العلم بأنه في ستينيات القرن الماضي كان العديد ممن يمرون بهذا الموقع الاثري بعد عودتهم من زيارة مرقد الإمام أحمد بن هاشم بعد المرور بعيون عين التمر ولكون القطارة تقع على طريق عين التمر فإن الناس ترتاد هذا المعلم التاريخي ويتداولون الأحاديث عنه …. ومن المهم جدا الذكر بأن الشاعر الكبير السيد الحميري قد ذكر هذا الأثر في قصيدة مشهورة تعرف القصيدة البائية.

والاجدر أيضاً البحث والتعمق اكثر في تفاصيل مثل هذه الآثار فالمنقول تاريخيا بوجود كنسية تعد من أقدم الكنائس الموجودة في العراق فيجب ان يكون هذا محط اهتمام.

ولا ننسى أن مثل هذه الآثار ليست بغريبة الوقوع لأن أرض العراق كانت محط أقدام الإمام علي عليه السلام وابنه الحسن والحسين والتاريخ ينقل وقائع عدة حدثت بالعراق فليس من العجيب ان يكون هناك اكثر من هذا المكتشف اليوم ويبقى طريق التنقيب والتفتيش في بطن الحوادث والتاريخ أرجح للوصول إلى الحقائق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى