دعوة للمثاقفة الحسينية

ان تكون مثقفاً حسينياً، ومثقفاً عاما؟! وما دورك في حياة الآخرين ؟ وبأي الامور الواقعية تتأثر؟ وما المفاهيم الموضوعية التي يجب أن تتعامل بها مع غير الحسيني ..؟. وهل نحن مثقفون حسينيون حقيقيون – كما يريد بعض المثقفين ان يرى..؟. هل نحلم بحكومة جديدة نطلق عليها (حكومة الحسين)..؟ حكومة لها شروطها واشتراطاتها بتكوين نهضة توعوية في الوعي الخلاق من حياة الفرد والمجتمع، وبناء جيل معاصر يواكب الحداثة في العالم.

من منطلق هذه الاسئلة والظرف التاريخي الحاضر يتولد الضمير في اقصى حالاته حيويته، واذ نعي هذه الحقيقة الحسينية – التاريخية، وهي ان الانسان الشيعي- الحسيني، هو اساس الضمير الانساني في الظرف الحالي للعراق والعالم، وهو الوحيد الذي يقاوم الواقع الفاسد ويضع مناهج وبيانات ونصائح وخطب من اجل تحجيمه ويثور عليه متى وصل حالة قصوى من الفساد. وكربلاء هي موطن الحرية والعدالة الالهية في صنع الانسان الانساني، وهي أعمق الامكنة التي يخرج منها الابطال لقمع الواقع القائم. فهي دائمة التغيير بثبات فكرها وعقيدتها فبهما القوة والتأثير يمكن تعبئة طاقات حسينية ولائية في أحلك الظروف واظلمها فهي دائما نقطة ضوء تنير درب العميان.
ولو نظرنا بواقعية نجد ان الامام السيستاني كان قائد التغيير بامتياز بعد فوضى 2003 لولاه لفعلوا ساسة الخارج ومرتزقة الغرب، وعيون امريكا واسرائيل ابشع مما عاشه الانسان العراقي بكل طوائفه وقومياته.. المعيار الأول لتغيير واقع مضى، بدء صمام أمان العراق في بناء اساس العتبات المقدسة.. وادوارها في صنع القرار النفسي والعقائدي والسياسي.. بمعناه، إن العتبة الحسينية المقدسة نتاج تفكير بالمستقبل.. مستقبل المذهب والعقيدة كمجتمع الذي تقوم فيه، ومستقبل المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف وجوداً وتاريخاً. ولذلك فان الاديب والمثقف الذي ينتمي اليها عليه ان يكون بمستوى هذا النتاج ويطلق ضميره واحساسه بمسؤولية التي غالبا ما توصف بالمسؤولية الحسينية(الشيعية).

بقلم : حيدر عاشور

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى