الإمام الحسن عليه السلام ظلم حتى من شيعته شخصيةُ الإمامِ الحسنِ (عليه السلام) بينَ الحقيقةِ والافتراء

بقلم : علي فضيلة الشمري

كانَ وما زالَ الإمامُ الحسنُ (عليه السلام) ذا شخصيةٍ عظيمةٍ تُجسِّدُ حقيقةَ الإسلامِ بما يحملُه من فضائلَ وأخلاقٍ وكرمٍ وتواضُعٍ وإيثارٍ وغيرِها من المزايا والصفاتِ النبيلةِ التي ذكرَها المؤرِّخون في كُتُبِهم. فقد كانَ الابنَ البكرَ للبيتِ العلوي والحفيدَ الأولَ للنبيّ (صلى الله عليه وآله)، والذي كانَ له شرفُ تسميتِه، حيثُ أوحى اللهُ إلى رسولِه (صلى الله عليه وآله): “إنّ عليًا منك بمنزلةِ هارونَ من موسى فسمِّه باسمِ ابنِ هارونَ، قال: وما اسمُ ابنِ هارونَ قال: شبر، قال: لساني عربي، قال: سمِّه الحسن، فسمّاه الحسن).
فالصلح مع معاوية لم يكن بمعنى تسليم الأمر له والإقرار به، بل كان كفَّاً عن المحاربة والمغالبة وذلك لفقد الأعوان والأنصار وتلافي الفتنة”، وكلام الإمام (ع) وخطبه المشهورة كلها تدلُّ على عدم رضاه بمعاوية، وأن الأمر له (ع) وهو أحق الناس به وإنما كفَّ عن المنازعة فيه للغلبة، والقهر، والخوف على الدِّين، والمسلمين، والمؤمنين”. (من حياة الإمام الحسن (ع): ص175)
نعم؛ هذه هي الرؤية الحقيقية والرأي الصائب في المسألة ولكن الدِّعاية الأموية والدَّجل التاريخي الذي مارسه معاوية بالخصوص هي التي دفعت البعض للاعتقاد بأن الإمام الحسن (ع) بايع معاوية ورضي فيه خليفة، وأنه كان أحق بها منه وأجدر كما في بعض كلامه وخطبه ودجله الذي كان يفضحه به الإمام الحسن (ع) جهاراً نهاراً ولكن الرجل لا يستحي على نفسه ولا يخجل ، وتتبع الأحداث، وقراءة الآثار المختلفة للحادثة المبحوث عنها كصلح الإمام الحسن المجتبى (ع) مع معاوية بن هند، الذي مازال ملتبساً، وغائماً، بل وغائباً حتى عن الساحة الفكرية والفقهية لدى الأمة الإسلامية جمعاء، ربما هو واضح وضوح الحق عند أصحابه وأهله، فهو كالشمس الضاحية في كبد السماء الصافية: الإمام المعصوم قال وتصرَّف فرفعت الأقلام وجفَّت الصحف ولا مجال للقيل والقال، لأننا نؤمن بإمامته الربانية.
عظم الله أجورنا وأجوركم بذكرى شهادة الإمام الحسن الذي لا نذكره إلّا في هذا اليوم طوال السنة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى