خدمة الحسين (عليه السلام) وأسرار المحبة الإلهية

بقلم : علي فضيلة الشمري

روي عن الإمام الباقر (عليه السلام): “قَالَ رَسُولُ الله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِه) مَنْ أَطْعَمَ ثَلاثَةَ نَفَرٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ أَطْعَمَهُ الله مِنْ ثَلاثِ جِنَانٍ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ الْفِرْدَوْسِ وَجَنَّةِ عَدْنٍ وَطُوبَى [ وَ] شَجَرَةٍ تَخْرُجُ مِنْ جَنَّةِ عَدْنٍ غَرَسَهَا رَبُّنَا بِيَدِه

عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: “قال رسول الله (عليه السلام): من سقى مؤمنا شربة من ماء من حيث يقدر على الماء أعطاه الله بكل شربة سبعين ألف حسنة وإن سقاه من حيث لا يقدر على الماء فكأنما أعتق عشر رقاب من ولد إسماعيل حين تكون خادما للحسين بن علي , ولآل البيت عليهم السلام , أو خادما للدين الإسلامي , او خادما الوطن فان الخادم تتبدل صفته التشريفية ويرتقي مراتب لا يمكن لأي شريحة أن ترتقيها ,مجرد أن يكون خادما للحسين (عليه السلام) , فان الأمر يخرج من نطاق العقلية المعرفية, نحو الشرف الرفيع والمنزلة العالية ,فيتربع اسم الخادم موقعا تترتب عليه قدسية ليست قدسية دينية ولا اجتماعية , ولا تقدير بحكم الوظيفة الحكومية , إنها شكل فريد لا يشعر بحلاوته إلا الخدام الحسينيون , الصادقون والمؤمنون بالقضية الحسينية .
وجزاء خدمة الحسين عليه السلام: لا يعد ولا يحصى.. ولا يقاس.. بأي شيء من مقاييس الدنيا والأخرة.
ولا يقتصر هذا الجزاء لخدام المنبر فقط بل لكل من يخدم الامام الحسين عليه السلام من اصحاب المواكب والناس التي تفتح بيوتها للزائرين وكل شخص يقدم اي شي من اجل خدمة زوار ابا عبد اللهومن المؤكد إن الزيارات المليونية , خاصة زيارة الأربعين ,ترافقها خدمة للزوار في كل النواحي التي يحتاجها الإنسان في بيته ومدينته , هنا يتنافس الخدام في تقديم ما يحب ويشتهي زائر الحسين (عليه السلام) , خدمة وكرامة واحتراماَ قل نظيره في عالم الكرم , وهو ما يشاهده العالم جليا في الزيارات المليونية المتكررة ,حيث تقام سرادق الخدمات المقدمة للزوار من مأكل ومشرب ومبيت , وغير ذلك الكثير مما يقدم من أصول التعازي والمواساة للنبي( صل الله عليه وآله وسلم) وآله.

خدمة الحسين(عليه السلام) لها مواصفات خاصة , فخادم الحسين له مواصفات خاصة به حتى يصدق عليه القول بان هذا خادم الحسين(عليه السلام) , ولا يكفي التظاهر بحب الحسين(عليه السلام) والتشرف بحمل لقب الخدمة دون موقف يسر الحسين (عليه السلام) واهم صفة لا بد أن يتحلى الخادم بها , هي أن يكون عارفا بحق مولاه , سائرا على نهجه وأخلاقه وسيرته العطرة , متسلحا بالمواقف البطولية والإنسانية لتحرير الناس وتحرير نفسه من الظلم , ليكون مؤهلا ان يحمل صفة خادم حقيقي لخدمة يتشرف بها الملائكة المقربون..
خدام الحسين الحقيقيون هم اﻷحسن أخلاقا وهم المقتدون بأخلاق الحسين وأصحاب الحسين
وهم الذين لايرفعون صوتا على أحد ولايشتمون ولايلعنون إلامن لعن الله ورسوله ص.
خدام الحسين يتسمون باﻷدب واللطف والتواضع واحترام محبي الحسين لايستهينون بهم ولا ينفروهم.
وهم الذين يفسحون في المجالس ويقدمون اﻷكبر سنا ويتواضعون لﻷصغر سنا. لايتكبرون ولايتعاملون بالرياء وحب الوجاهة والشهرة امام الناس ولايرون أنفسهم أفضل من الآخرين. هم المحزونون قلبا وقالبا وقلوبهم نظيفة من الغل والحسد والحقد . هم الملتزمون بالآداب والسنن النبوية في زيهم وتصرفاتهم وهم مثال للمسلم الملتزم والذي يربي ابناءه التربية الاسلامية الصحيحة ويحفزهم ان يكونوا الجيل القادم لخدمة ابي عبدالله الحسين ع . سيد الشهداء وسيد الاحرار ويعلمونهم كيف يقتدون به ان يكونوا احرارا في دنياهم .
اللهم اجعلنا من خدمة وخدام الحسين (عليه السلام).

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى