كنت حين اسمع بأن حربا ما ستقوم

كنت حين اسمع بأن حربا ما ستقوم يأخذني الحماس والبهجة .. اشعر بالـ “أكشن” واترقب سرعة التحولات بشغف المحب فالحروب تقطع رتابة سير التاريخ ليولد منها تأريخ اخر مجهول يثير فضول الباحثين .. كنت انظر لها من عيون الناجين وزاوية المنتصرين الذين يشعرون بزهو الانتصار وفرحة النجاة

بعد أن عَرَكتنا حرب العراق الكبرى .. وعايشنا أنين الثكالى .. وصراخ الأرامل ودموع اليتامى .. صارت الحرب تمثل هاجس خوف ورعب عندي

كنت أعدّ التوابيت عند زيارة الامير ع .. وأبحّر في وجوه الفاقدين الملثمين .. اتخيل التابوت بهيئة شاب خفيف الظل كثير الدعابة مأخوذ بالزهو وهو يتسلم شهادة التخرج من الجامعة وامه التي تقف كالموتى اليوم .. تهلهل فرحا وسرورا وافتخارا

الحروب تقتل الآمال .. وتقطع الظنون .. من يمت فيها ضحية مأسوف عليه ومن ينجو .. يعش مرارة الفقد التي ترافقه حتى الموت

اتعجب كثيرا على من عاش هذه الاحداث وعرف هذه المعاناة وما زال يتفاعل باستهزاء مع هذه المآسي حينما تصيب غيره.

بقلم : حسين البصري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى