العباس بن علي رمح الحسين

بقلم : ضرغام البياتي

ارتجز أصحاب الحسين عند نزولهم للقاء الخصوم في ساحة المعركة اراجيز تعرف عن أنفسهم وعن صفاتهم وهي طريقة اتبعها أصحاب القتال والكر في المعارك والكثير منها ذات لغة تفاخرية و ربما كان أكثرها مكرر (أي أن قائلها قد قالها في معارك أو حوادث سابقه ) ومضوا عليها وثبتوا عندها إلى لقاء الأجل فجادوا وابدعوا وخاضوا في غمار الوغى وكان ماكان منهم من ثبات وجمال العريكة

لكن من ما يلفت التفكير ويغوص في حال خاصة الحسين (أبناءه واخوته ) يجعل القارئ يقف عند كل حادثة وعمل بدر منهم ولزوم اطالة النظر فيها….. فللعباس اراجيز كانت ملازمة لوقوع الحادثة…. أي أنه عليه السلام ارتجز بها حال وقوعها…!!!!!!
وهذا ما يلفت النظر طويلا لشخص العباس بن علي…… لأنه في حال التصدي للعدو وقد أحيط باشفار قاسية وقلوب متعطشة للدم يفوق عطشه للماء عليه أجمل التحية فمضى فيهم كمضي النشب في الريح الواقفة ….. مما يجعل الأمر بين أمرين. … إنه عليه السلام كان ذات شخصية عالية المقامات وشديد الحدس والفطنة مما حدى به بارتجاز الشعر حال ضربت يمينه ومن بعدها يساره وهو حال صعب فيه استخدام كلام شعري.

والجدير بالذكر بأن الكلام الصادر منه كان لا يخلو من ذكر الله تعالى والوعيد بما عنده !!!!!!!!.
والأمر الثاني وهو ليس بالغريب أو البعيد عن الواقع. …. بأنه عليه السلام قد كان على علم بما سيجري عليه وان الأحداث مرسومة بعينه قبل وقوعها وأنه سيكون ما كان وعالم بمجريات الأمور وقد أخبر بها فكانت الاراجيز التي نطقها يوم العاشر وحال وقوعها هي محفوظة في ذاكرته وتعيش معه وكان يريد أن يضهرها بشكر الثبات وعزة النفس. …… فالسلام على الصابر المحتسب يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى