قُدسية الحياء والعفة و الحجاب في زمن الانتظار
قُدْسِيَّةُ الحَيَاءِ والعِفّةِ و الحِجَابِ فِي زَمَنِ الانْتِظَارِ
لَقَد أكَّدَ الإمَامُ المَهْدِيُّ , عَجّلَ اللهُ فَرَجَه الشَريِفَ , فِي دُعَائِه فِي زَمِنِ الغَيْبَةِ عَلىَ مُفرَدَةٍ قَيِّمَةٍ تَستَحِقُّ الوُقوفَ عِندهَا بِوَعِيٍ ألاَ وهي:
قَولَه , عَليه السَلامُ : اللّهُمَ وتَفَضّلْ:
(عَلَى الشَبَابِ بالإنَابَةِ والتَوبَةِ , وعَلى النِسَاءِ بِالحَيَاءِ والعِفّةِ )
: البلدُ الأمينُ والدرعُ الحصينُ ,الشيخُ الكفعمي,ص349.
إنَّ الإمَامَ المَهْديَّ فِي هَذه الدّعَوَةِ الخَاصّةِ بِالشَبَابِ وخاصةً لِلنِسَاءِ عامةً , يَطْلِبُ مِن اللهِ تَعَالَى أنْ يَتَفَضّلَ عَليّهُنَ بِالحَيَاءِ والعِفّةِ ,
لأنَّ المَرَأةَ دونَ ذَلِكَ لا قِيمَةَ لَهَا فِي الحَيَاةِ .
فَالمَرأةُ المُحتَشِمَةُ اليَومُ , هي مَن تَفْرِضُ سُلطَتهَا القِيَمِيّةِ والأخلاقيّةِ عَلىَ النَاظِرِ إليها , والمُتَعَاطِي مَعَهَا ,وخَاصَةً فِي وقتِنَا هَذا العَصيبِ ثَقَافيّاً ,.
وإنَّ المَرَأةَ العَاقِلَةَ والذَكِيّةَ هي مَن تُفَوّتُ فُرصَةَ اقتِنَاصِهَا مِن قِبَلِ قَرَاصِنَةِ السُّوءِ والمُنكَرِ , وتَجَعَلُ مِن نَفسِهَا إنسَانَةً مُحترَمَةً اجتماعيّاً ,.
وقَد لَقِيَتْ المَرَأَةُ المُسلِمَةُ مِن التشريعِ الإسلامِّي عِنَايَةً فَائِقَةً كَفيلَةً,
بِأنْ تَصونَ عِفّتهَا وتَجعَلَهَا عَزيزةَ الجّانِبِ ,و سَاميةَ المَكانَةِ ,
وإنّ القيودَ التي فُرِضَتْ عَليها فِي مَلبَسِهَا وزِينتِهَا لم تَكُن إلاّ لِسَدِّ ذريعةِ الفَسَادِ الذي يَنتجُ عَن التَبرّجِ بالزِينَةِ وعَدَمِ الحِجَابِ.
فَمَا صَنَعُه الإسلامُ ليس تَقييدًا لحُريّةِ المَرأةِ , بل هو وقايةً لها بَدَلاً مِن أنْ تَسقِطَ فِي دَرَكِ المَهَانِةِ , وَوَحْلِ الابتذَالِ, أو تَكونَ مَسْرحًا لأعينِ النَاظِرِين.
مُرتَضَى عَلِيّ الحِلّي