الموت و العراضة العشائرية

الموت و العراضة العشائرية

في حالة موت انسان وهي النتيجة الحتمية لبني آدم فالموت هو انتقال من عالم الدنيا الى عالم البرزخ وليس هو اندثار فالعوالم الستة ينتقل فيها الانسان لا بمحض ارادته بل بتقرير الهي من عالم الذر الى عالم الاجنة الى عالم الدنيا الى عالم البرزخ الى عالم القيامة الى عالم الجزاء (اما الجنة واما النار)…

وما يفعله بعض افراد العشائر من (العراضة)عند وفاة احدهم وبالخصوص اذا كان شيخا لعشيرة فأنهم يعمدون الى مدح المتوفى بالشعر الشعبي وقد قال النبي الاكرم(صلى الله عليه وآله):(احثوا في وجوه المداحين التراب)وبعض الاوصاف والتعابير تدخل في الكفر من قبيل قول بعضهم(فلان ويقصد به المتوفى)(اعتاز-اي احتاج-الباري و دز عليه)فهم بذلك ينفون صفة الغنى عن الذات الالهية المقدسة قال تعالى(يا ايها الناس انتم الفقراء الى الله والله هو الغني الحميد)سورة فاطر الاية١٥،

وكذلك قول بعضهم وهم يرددون في (العراضة )(لرجل مات اسمه جار الله كلمات والعياذ بالله فيها عتب لله -عز و جل-) والقرآن الكريم يصرح بقوله(لا يسئل عما يفعل وهم يسألون )سورة الأنبياء الاية ٢٣،

ويقومون بتعظيم شأن المتوفى بأكثر مما يستحق ويدعي بعضهم ان المتوفى اذا شيعه اربعون رجلا دخل الجنة وهكذا من امثال هذا الكلام العاري عن الصحة والمنافي للثوابت القرآنية (وان ليس للانسان الا ما سعى)سورة النجم الاية٣٩،

وقوله تعالى(هل جزاء الاحسان الا الاحسان)سورة الرحمن الاية ٦٠،ثم ان المشاركين في (العراضة)يقومون بأطلاق العيارات النارية بشكل كثيف جدا وقد افتت المرجعية بعدم جواز اطلاق العيارت النارية (في هذه المسائل غير الراجحة مثل العراضة وفوز المنتخب الرياضي والاعراس) مع الإشارة الى ان اشعال النار خلف الجنازة من المكروهات …

.ولابد من تذكر الموت والاعتبار بمن مات بأن الحي سوف يكون من اللاحقين بالمتوفى والاولى الدعاء له ولاموات المسلمين وان يغفر الله لهم وان يقرأ شيئا من القرأن الكريم ويهديه لروح المتوفى
وهناك بعض السور القرآنية التي لها خصوصية عند الوفاة مثل سورة يس المباركة ..والافضل الشد على ايدي المتوفى وذويه وتوصيتهم بالصبر .

وهل العراضة سنة نبوية لابد من تأديتها ؟!وهل ان المعصومين (عليهم السلام)قد فعلوا ذلك في تشييع جنائزهم..والجواب يقينا كلا.. ثم كلا..ثم كلا.
قال تعالى(لو كان خيرا ما سبقونا اليه)سورة الاحقاف الاية ١١.
فهلموا ايها الناس لقراءة سيرة النبي وآله(عليهم السلام)فهل ستقرأون فيها مثل هذا؟!!

ولابد من مراجعة كتب الرسائل العملية للمجتهدين في باب تشييع الجنازة..اذن فليكسر هذا الطوق العشائري وننطلق في فضاء الدين القويم ورحابه فهو الخلاص من قيد العرف الاجتماعي (المتقاطع مع الدين) والتحرر منه الى عز الدين الذي يرفع المرء ويرقيه ويعزه.

بقلم:  خالد غانم الطائي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى