ما هو السبيل لإنقاذ البلد من مصير مجهول؟

بقلم : محمد توفيق علاوي

لقد تحدثت يوم 20/8/2022 مع بعض الأشخاص من الذين لهم ثقل سياسي وقدرة على التأثير على مسار الاحداث واخبرتهم بالنص؛ ان ما يقض مضجعي كما يقض مضاجع المخلصين للبلد هو التشنج السياسي الخطير والذي يمكن ان يجر البلد الى مواجهة والى اقتتال خطير بحيث نستقل دماء حوالي ال600 شهيد ممن سقط في تظاهرات عام 2019 امام آلاف القتلى او لعله عشرات الألوف من القتلى ان حصل اصطدام ومواجهة لا سامح الله ضمن طبيعة الصراع الحالي وتداعياته ……

المطلوب في هذه المرحلة التحرك على اكثر من مستوى لوأد الفتنة التي لا تزال في مهدها فالمطلوب من اطراف الصراع إيقاف التصعيد ومحاولة الوصول الى المشتركات وتغليب لغة الحوار والابتعاد بشكل كامل عن أسلوب كسر ارادات الطرف الآخر فإن ذلك سيدق الاسفين ويُصعِب من رجوع المياه الى مجاريها…..

والمطلوب من الأطراف السياسية الأخرى التي وصلتنا اخباراً عنها انها تعتبر ما يحصل من انهيار في البلد هو نصر لهم، كلا ذلك ليس نصراً لكم، بل هو دمار للعراق الذي ان لم نسع للحفاظ عليه سينهار عليكم ايضاً، ولكن ان شاء الله لن تفلح انفاسكم وسينهض البلد من هذه الازمة الحالية الخطيرة كما نهض في السابق وسيصل بمشيئة الله الى شاطئ البر والأمان ……

المطلوب من الحكومة والقوات الأمنية عدم التفكير باستخدام أي نوع من القوة في مواجهة تحرك الشارع، فاستخدام القوة سيُفقِدُ السيطرة، ولعله سقوط قطرات دماء بعض المواطنين الأبرياء سيشعلها ناراً تحرق الأخضر واليابس بل يمكن ان تحرق الحكومة ولتأخذ القوات الأمنية حذرها من مواجهة المواطنين العزل بالسلاح فهؤلاء المواطنون هم اخوتكم وهم ابنائكم …..

المطلوب من مقام المرجعية الرشيدة ان تأخذ دورها الابوي للتقريب بين اطراف النزاع لنزع فتيل الازمة فالمواطنون العراقيون يضعون كل آمالهم على مقام المرجعية والتي عادة تتحرك بدرجة عالية من الحكمة، وفي تصوري سيكون لها كلمة الفصل لإنقاذ البلد من انهيار شبه حتمي …….

المطلوب من دول المنطقة والدول على المستوى العالمي المحبة للعراق وللسلام وكافة المنظمات والهيئات الدولية ان تلعب دورها وتأثيرها على اطراف الصراع والتنسيق مع من له صوت مسموع من السياسيين المستقلين والمخلصين لبلدهم ممن لم يكن لهم دور في الفساد لاقتراح الخطط البناءة للتقريب بين اطراف النزاع وعدم تغليب جهة او فصيل على جهة او فصيل آخر، لقيادة البلد في آخر المطاف الى شاطئ الأمان والبر والسلام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى